العدالة تنصف الطفلة نور صدقت ”شوف تيفي” وكذب المغرضون

العدالة تنصف الطفلة نور صدقت ”شوف تيفي” وكذب المغرضون

A- A+
  • قضت المحكمة الاجتماعية بمدينة الدار البيضاء صباح الإثنين الماضي، بثبوت نسب الطفلة نور للمحامي محمد الطهاري، واستفادتها من حقوقها الطبيعية في النسب والرعاية والنفقة.. لقد ظهرت الحقيقة وهُزم الباطل الذي كان زهوقا، وبذلك طويت إحدى أشد صفحات الظلم والاستقواء بالسلطة والموقع الاجتماعي على الضعفاء والبسطاء ممن لاحول ولا قوة لهم، اليوم تأكدت الحقيقة التي استمتنا في الدفاع عنها طويلا، أمام قوة وعدالة مطلب حقوقي بسيط، هو أن يكون للطفلة نور أب تحمل اسمه ويرعاها ويقوم بواجب الأبوة اتجاهها.
    تذكرون أنني شخصيا تبنّيت ملف الطفلة نور الذي فجرته شوف تيفي، ويشهد الله أنه لم يكن الأمر بالنسبة لهذا العبد الضعيف أكثر من دفاع مستميت وصادق عن طفلة بريئة من حق المجتمع عليها حمايتها والبحث عن نسبها ورعايتها، بدون ضغينة ولا أحقاد وإنما إحقاقا للحق، ولأن نور لم تكن سوى نموذج مصغر لأطفال عديدين تنكر لهم آباؤهم لسلطة أو تحايل، وسكنت أمهاتهم للصمت درءا للفضيحة أو خشية من نفوذ أو استقواء.. استغرقت المحاكمة زهاء سنة من الزمن القضائي بمدينة البيضاء وشغلت القضية بال الرأي العام الوطني والدولي الذي تعاطف مع الطفلة نور، التي أصبحت «ابنة الشعب» بعد تخلي أبيها المفترض عنها..
    تعرضنا للتجريح والاتهام والتهديد بالمقاضاة رغم أنه لم تكن لدينا مطالب غير ما يفرضه القانون والعقل والشهامة والأخلاق.. أي اللجوء للخبرة الجينية للتأكد من ثبوت نسب نور للمحامي محمد الطهاري من عدمه، وهو ما كشفته نتائج هذه الخبرة عبر العدالة، ووضع حد للجدل الذي أثير حول نسب الطفلة نور، وانتصر الحق على الادعاء والافتراءات التي كانت تتسيد على أم نور بالموقع الاجتماعي وسلطة المهنة.. وهو ما تصدت له شوف تيفي من موقع التزامها الأخلاقي ورسالتها الإعلامية، واستطعنا أن نخلق من قضية الطفلة نور قضية رأي عام وطنيا ودوليا..
    نحن اليوم، و بعد أن أنصف القضاء المغربي نور وأمها، وحكمت المحكمة الاجتماعية بإثبات نسب الطفلة الذي يعتبر قرارا تاريخيا سيكتب لعدالتنا بمداد من الفخر والاعتزاز، لا نشمت أبدا في أي أحد، لأن المحامي محمد الطهاري هو في نهاية المطاف أب الطفلة نور، وحماية مستقبل هذه الطفلة والدفاع عن استقرارها النفسي والاجتماعي يقتضي – بعد حكم العدالة التي أرجعت الحق لذويه- احترام والدها أيضا، فليلى الأم والطهاري الأب مطالبان اليوم بنسيان خلافاتهما والتعاون مع بعضهما البعض بشكل حضاري وقيام كل طرف بالواجب الذي يمليه عليه رابط القرابة والدم والقانون من أجل الاستقرار والتوازن النفسي لابنتيهما التي ستظل ابنة المجتمع المغربي.
    الحمد لله ربحنا معركة الطفلة نور التي أصبح لها الحق في نسب ورعاية وحنان ونفقة أبيها، ونجحنا في «شوف تيفي» أن نكسر حاجز الصمت لنساء عديدات، بدون شك سيدفع قرار المحكمة اليوم نحو تشجيعهن على عدم الخوف والمطالبة بما يضمنه القانون لأطفالهن ممن تنكر لهم آباؤهم لهذا السبب أو ذاك، ويكفي صحافتنا الوطنية فخرا من خلال ما قامت به «شوف تيفي» أنها قامت بواجبها المهني والتزامها الأخلاقي لإحقاق الحق وصون الكرامة.. لعله نور فجر جديد.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث